بيان نقابة المحامين العراقيين حول استنكار الفعل الشنيع لحرق المصحف الشريف والعلم العراقي في السويد
لازالت تتكرر حالات الإساءة المقصودة لجمهور المسلمين في عموم العالم، واستفزاز مشاعرهم، والٱعتداء على أقدس مقدّساتهم، بانتهاك حرمة القرآن الكريم، وتبعه أيضا الاعتداء على رمز السيادة الوطنيّة، وقدسيّة علم جمهورية العراق العظيم، ومما نأسف له بأن البعض يسوق تفسير القضيّة على أنها مكفولة بداعي حريّة الرأي والتعبير، إلا أننا نؤكد بأن هذه الأفعال المستهجنة المستنكرة، لا تدخل ضمن هذا التفسير، فالتداخل بين مفاهيم حرية التعبير، وخطاب الكراهية، والتحريض على التمييز والعداء والعنف، لا يجب أن يضلل أصحاب العقول الراجحة، خصوصا أن المواثيق والمعاهدات الدولية ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته ١٩ قد أكّد بأن كفالة حريّة الرأي والتعبير يجب أن تستتبعها واجبات ومسؤوليات خاصة ويجب إخضاعها لبعض القيود وهي : حقوق الآخرين أو سمعتهم،
وحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة، وما هذه الأفعال إلا تعبير حقيقي عن خطاب الكراهية الذي عرفته الأمم المتحدّة بأنه “أي نوع من الاتصال في الكلام أو الكتابة أو السلوك، يهاجم أو يستخدم لغة تحقيرية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس مَن هم، وبعبارة أخرى، على أساس دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم أو نسبهم أو جنسهم أو أي عامل هوية آخر”.
إن نقابة المحامين العراقيين إذ تستنكر وتشجب وتدين هذا الأفعال المستقبحة المستهجنة، فإنها تدعو الحكومة العراقية لاتخاذ الاجراءات القانونية والدبلوماسيّة الكفيلة برد الإعتبار وإيقاف التجاوزات المتكررة، وإن النقابة تساند الحكومة في توجهاتها وتقف مع خطواتها الفاعلة بهذا الخصوص، وأنها على استعداد لتبني الإجراءات القانونيّة الدولية، وتشكيل فريق من محامي العراق المختصّين، لممارسة هذه الأدوار.
نسأل الله أن يردّ كيد المعتدين لنحورهم وأن يزيد الأمة الإسلامية جمعاء رفعة وسمو، وأن يُخسئ كيد أعداء العراق أينما كانوا.
أحلام اللامي
نقيب المحامين العراقيين
