بسم الله الرحمن الرحيم
الزميلات والزملاء الأعزاء،
أعضاء الهيئة العامة لنقابة المحامين العراقيين…
تقبّل الله أعمالكم وصيامكم، وبارك لكم أيام شهر رمضان المبارك، وهي تقترب من نهاية فيضها، والحمد لله رب العالمين.
بعد أن أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات نقابتنا النتائجَ الرسميّة، فإننا نخاطبكم اليوم بعزّ وامتنان، واضعين نصب أعيننا ما تفضلتم به من تجديد ثقتكم، ونعرب بكل ثقة، إن هذه الأصوات عهد ومسؤولية، ونبراسٌ يضيء طريقنا نحو دورة نقابية جديدة، نفتح فيها أبواب العمل، ونشدّ فيها على أيادي بعضنا بعضًا، موحّدين، أقوياء، كما يليق بأعرق نقابة وأشرف مهنة.
لقد قلتم كلمتكم، وها أنا أقول لكم: إن قلوبنا، وعقولنا، وطاقتنا، ستكون جزاء الإحسان للثقة التي منحها كل محامٍ ومحامية في عراقنا العزيز.
هذه الدورة النقابيّة لن تكون دورة بناء فحسب، بل ستكون دورة إكمال وترقٍّ، بعون الله وبدعمكم، وهو ما يستلزم الاقتراب الحقيقي من همومكم، والاستماع الصادق إلى مطالبكم، والعمل الجاد على تحقيق ما ترجونه من كرامة، وعدالة، واستقلال مهني يليق بنا جميعًا.
لقد انتهى موسم الانتخابات، وبدأ اليوم عهد توحيد الصفوف داخل الهيئة العامة، وهذا ما نؤمن به، ونرجوه من أبناء مهنتنا جميعًا؛ فالتفرّق ضعف، والاختلاف إذا تجاوز حدوده عائق، ونحن أبناء بيتٍ واحد، سقفه القِيَم، وجدرانه الأخلاق، وأرضيته الإيمان العميق برسالة المحاماة.
أتوجّه بالشكر والامتنان إلى مجلس القضاء الأعلى، ممثلًا بالسادة رئيس وأعضاء اللجنة القضائية المشرفة، وإلى موظفي المجلس الأفاضل، على ما بذلوه من جهود جبّارة خلال عملية الانتخابات ومجرياتها. كما أقدّم خالص امتناني لكل من وقف معنا، ولكل من عبّر عن رأيه، مؤيدًا كان أو ناقدًا؛ فالنقابة بيت الجميع، والانتخابات هي السبيل الحضاري للتعبير والاختيار.
ولا يفوتني أن أُفيض بالشكر العميق لغرف المحامين في بغداد والمحافظات كافة، الذين جسّدوا بحضورهم ووعيهم صورةً مشرقة لنقابة حيّة، تنبض بروح المسؤولية والانتماء.
كما أردف شكري الخالص وامتناني لجميع المحامين المهنئين من الدول العربية كافة، وإلى النقابات الشقيقة في الدول العربيّة، وإلى الشخصيات الرسمية والحكومية الذين تفضلوا علينا بالإتصال والمباركة.
أبارك من أعماق قلبي لأعضاء مجلس النقابة الجدد، متمنيةً أن نكون جميعًا على قلبٍ واحد، بروح واحدة، نقدّم فيها المصلحة العامة على كل اعتبار، ونُشكِّل مجلسًا منسجمًا، ينعكس انسجامه على الهيئة العامة، وعلى أداء النقابة في كل مفصل من مفاصلها.
إننا مقبلون على مرحلة تتطلّب الكثير من الصبر، والكثير من الإخلاص، ولا مكان بيننا إلا لمن يرى في هذه المهنة شرفًا، وفي المحاماة رسالة، وفي القيم والأخلاق بوصلةً لا تنحرف.
معًا نبدأ، ومعًا نكمل الطريق،
ومعًا نرفع راية نقابتنا عاليةً، بما يليق بتاريخها، وبما يستحقه زملاؤنا من كل عطاء.
ودمتم سندًا، ودامت نقابتنا أبيّة، خادمةً لأبنائها.
أحلام اللامي
نقيب المحامين العراقيين
٢٥ / ٣ / ٢٠٢٥
