المحامي مثنى حميد حويطي
الحمدُللهِ الذي مكنني من خصومي فكسبتُ أكبر قضية في حياتي، وحصدتُ نصراً استمتعتُ كثيراً بحصادهِ، وكنتُ مثلما أنا شامخاً، وواثقاً من نفسي حد الغرور، حتى تحقق ما أريده رغماً عن أنف الجميع..
فقد نجحتُ في خداعِ زوجة موكلي، وأجبرتُها على الحضور من مكانٍ بعيد، وجعلتُها تنتظر كثيراً في هذه الأجواء الحارة حيث يتنفسُ الجميعُ فيختنق الآخرون، ونجحتُ أيضاً في جعل موكلي ينتظر هو الآخر حتى اذا هدأ غضبهُما جمعتُ بينهما بعيداً عن الآخرين، وأخبرتُ موكلي الحقيقةَ بأن زوجتَهُ قادرة على إذلالهِ بنفقات أطفالهما الأربعة، وبأنه لن يكون قادراً على تحمل أعباء الحقوق الزوجية، وكذلك أخبرتُها بأنه سيرغمها على جلب الأطفال له بحكم القانون ليشاهدهم، ويصطحبهم حيث يريد، وسيتكرر الأمرُ مراتٍ عديدة، وبأن أحلام النساء لن تتحقق بأبعاد الأطفال عن أباءهم.
فتحادثا، والقى كلٌ منهما عتابَهُ في ساحة الآخر، وعرفتُ أن سبب المشاكل تدخل الآخرين في حياتهما، فنصحتهما بأن يعيشا داخل المجتمع وبعيداً عنه، وأن يعرفا بأن الأطفال هم ضحية الفشل في إنجاح علاقتهما الزوجية، فأنزلَ اللهُ عليهما سكينتَهُ، فرجعا إلى بعضهما، بل رجعا إلى أطفالهما الذين لن تستقيم حياتُهم دون وجودهما.
خصومي لم يكن من السهلِ التغلب عليهم أبداً، فحب المالِ، وكسب مزيد من القضايا بتأجيج الخلافات بين الزوجين قد يكون معاشاً لبعض الغارقين في الخطايا، ومتاعاً لمن يحصد الشهرةَ بتمزيق العوائل، ولعل من لا يعرف (الله) لن يكترث كثيراً بجمع من جعلَ بينهم (مودة ورحمة)…