المحامية أحلام اللامي
وأنا أتصفح تاريخ المحامين في العالم، ومآثرهم، وتأثيرهم في الواقع، وأقف على حدود المنطق الذي لولا المحامون لما نطق به الفلاسفة، أستحضر في نفسي سلوك من سبقنا في هذه المهنة، وأضعه على ميزان المقارنة مع ما يجري اليوم من عدم انضباط في نشر ما لا يجب نشره من بعض المحامين، واستجلاب الأضواء بصورٍ لا مشروعة، والإسفاف بالطرح في كل ما يتعلّق بخصوصيات مهنتنا أمام الجميع حتى فقدنا (سرّ المهنة)، وخصوصيتها. خصوصاً بعدما أصبحتْ المواقع الإعلامية طريقاً لابُدّ منه للدخول إلى صناديق الاقتراع، وإقناع الناخبين، وٱدّعاء النُّبل، وكذلك ٱدّعاء محاربة الفساد.
وحيث أننا نصدر – من حيث لا نعلم – صورةً عن هويتنا للنّاس عَبر ما ننشره، ويتأثر المحامون بما ينشره المحامون الآخرون، فيجب علينا أن نختار بعناية ما يتلائم مع أريحية مهنتنا.
وعلى الجانب الآخر سنجد الأمل فيما تنشره بعضُ الأقلام التي نعتزُ بها، ومن الجميل أن نرى الوكالات العربية، وعشرات الألاف من الصفحات تنشر ما يكتبه المحامون العراقيون، فبالأمس كنت أدرس (أكبرَ قضية) لِكاتبها (المحامي مثنى حميد حويطي) وكيف أنها أعطت صورة جديدة لما يجب أن يكون عليه المحامي بين القانون والأخلاق، وراقَ ليّ تفاعل الوطن العربي مع ما يُطرح، وكيف أن بعض المحامين اختاروا مكانهم بين جدليّة التألق ليرسموا صورة جميلة عن المحاماة، بدل أن يكونوا مثيرين للجدلِ بلا معنى، ومن الممكن أن تكون “أكبر قضية” قضيةً يمكن أن نترافع فيها، ونرسم للناسِ معنى جديداً عن مهنة المحاماة.