{بيان
نقابة المحامين العراقيين بشأن اعتراف دولة الامارات الدبلوماسي الكامل بالكيان
الصهيوني(إسرائيل)}
في خطوات سريعة وعلى
خلفية (صفقة القرن) يعلن الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف الدبلوماسي الكامل بين
دولة الإمارات والكيان الصهيوني ( إسرائيل )، في خيانةٍ مفضوحةٍ لقضية العرب
الأولى، وإنكارٍ وتآمرٍ على الشعب العربي الفلسطيني ونضاله المرير من أجل حقوقه
المشروعة في إقامة دولته التي كفلتها القرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام
العربية الصادرة عن الجامعة العربية، والملزمة للدول العربية كافة بالتفاهم والدعم
من منظمة التعاون الإسلامية.
ويأتي هذا الاعتراف الإماراتي في أعقاب استمرار ( إسرائيل ) في
ممارسة الاعتداء والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني بصورة ممنهجة منظمة والإصرار على
ارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية باعتماد المذابح الدمويّة وقتل الأطفال وعمليات
تهويد الأماكن المقدسة والاستيطان القائم على العنصرية وسلب أراضي أصحاب حق
العودة، و الاعتقالات التعسفيّة للمدنيين وانتهاك حقوقهم و تعرضهم للتعذيب وانتزاع
اعترافاتهم بأبشع الطرق الوحشية على الرغم من الموقف الدولي الإنساني المعبّر عنه
بالقرارات الدوليّة الصادرة عن مجلس حقوق الانسان أو من الهيئات الدولية الأخرى
سواء كان بقراراتها أو تقاريرها .
إن الإعلان الأمريكي باعتراف الإمارات بالكيان الصهيوني ( إسرائيل )
جاء نتيجةً للتواطئ الأمريكي الإسرائيلي والذي تم نسجه في غرف مظلمة بما يلحق
الأضرار البالغة بالشعب الفلسطيني وقياداته الوطنيّة، مستغلاً إلى أبعد الحدود
الأوضاع العربية المترديّة الناتجة عن التدخلات الدوليّة و الإقليمية التي لم
تستطع توفير الحد الأدنى لمواجهة المخططات الأمريكية الصهيونية، لاسيما وان الخشية
مازالت قائمة في اتساع مخططات التطبيع في الوقت الحاضر، ولعل من أبرز النتائج
المترتّبة على هذا الإعلان الأمريكي بالاعتراف الإماراتي، تمكين الكيان الصهيوني
في الإيغال أكثر عمقاً في تصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق الشعب
الفلسطيني الذي قدّم التضحيات الجسام منذ احتلال
أراضيه، لأن هذا الاعتراف يشكل طعناً مباشراً وخطيراً لوحدة العرب في صراعهم مع
المشروع الأمريكي البريطاني في فلسطين، وفي تصديع الموقف العربي الواحد تجاه
سياسات (إسرائيل) في المنطقة العربية والإقليمية، و ما يترتب عليه من تداعيات
خطيرة على المستويين الفلسطيني والعربي.
إن نقابة المحامين العراقيين تدعو ٱتحاد المحاميين العرب إلى توحيد
جهود المحامين العرب باتجاه استخدام المعركة القانونية بكل مفرداتها و تفعيلها
لتجريم (إسرائيل) في ممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني وفضح حقيقة مشاريع
التطبيع الاحتلالية في بناء العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الغاصب
للأراضي العربية في فلسطين، وافشال صفقة القرن.
والنصرُ دائما للشعوب المناضلة وفي مقدمتها شعب فلسطين.
ضياء السعدي
نقيب المحاميين العراقيين
١٥/آب/٢٠٢٠