يشهد وطننا في كل عام ذكرى عزيزة، أعادت للبلاد تأريخاً من المجد و الكبرياء و الشموخ، حيث أُعلن في مثل هذا اليوم الإنتصار المؤزر و دحر عصابات داعش الإجرامية، و تحرير الأرض من دنس دولة الخرافة المزعومة، بسواعد أبنائها الأفذاذ، الذين رفعوا من جذر الشجاعة و البطولة إسم العراق، الذي ما عرف عهد النّكوص يوماً رغم ٱشتباك أذرع الشر وٱتحادها عليه .
و إننا إذ نبارك لشعبنا هذه الذكرى الميمونة والتي أثبت فيها بلدنا أن سرّ انتصاراته الدائمة هي لُحمة شعبه و تضامنه و توحده ضد أي هجمة سواء كانت عسكرية أو عقائدية أو فكرية، سيما أن الإنتصار لم يكن إنتصاراً عسكرياً فحسب، بل تبعه الإنتصار على الخطر الأعظم، و هو الغلبة على الأفكار المتطرفة و العقائد المنحرفة، و بالخصوص أن العصابات الإرهابية ” داعش” كانت تتبنى أيديولوجيات إسلامية، في محاولة لتشويه سماحة هذه الرسالة السامية العظيمة، و أفكار السلام و العدالة لهذا الدين الحنيف، و بهذا الإطار فإننا ندعو مؤسساتنا الحكومية و المدنية و المثقفين و المؤسسات الإعلامية، لحماية المنظومة الفكرية و صد هجمات القوى الناعمة، التي باتت أخطر فتكاً من السلاح، و التي قوامها حرف المبادئ و غسل الأدمغة و صناعة التجهيل، لتحتل الإنسان قبل المدن و الأرض، فإننا جميعاً مدعوون لتحرير الإنسان فهو القيمة السامية التي لابد أن نحافظ على كيانها .
و في هذه المناسبة العزيزة نستذكر المواقف البطولية لنقابة المحامين العراقيين والتي كانت سباقة دائما في دعم القوات الأمنية بصنوفها كافة والحشد الشعبي، ومدت يدها لتساهم في رفع معنويات الأبطال فضلاً عن الدعم اللوجستي، و قبل هذا بالدعم القانوني و الوقوف مع القضاء العادل في ملاحقة المجرمين و الإقتصاص منهم، و مساندة عوائل الشهداء و الجرحى، و بهذا الصدد فإننا نحيي زملاءنا المحامين الذين لبوا نداء الوطن ليقاتلوا مع إخوانهم مضحين بأرواحهم و دمائهم الزكية فداءً لتراب الوطن .
تحية الإجلال و الإكبار لقواتنا الأمنية البطلة بكافة صنوفها و تشكيلاتها، و تحية التقدير و الإحترام العالي للمرجعية الدينية الرشيدة و للشباب المتحمس الغيور الذي ساند قواتنا و شحذ هممهم و شد عضدهم قوات الحشد الشعبي .
