المحامي / محمد مانع حسن المسعودي
قد عدنا اليكم يا زملائي المحاميين بعد فترة انقطاع وكالعادة قد يتسائل القارئ الكريم عن ماهية العنوان ومعناه وعلاقته مع هذه المهنة السامية وبذلك نوضح بان مفهوم الحَجاج هو التبادل الخطابي للحجج (جمع حجة) طلباً للأقناع عن طريق ما يتيح اللسان الطبيعي المستعمل ككفائه لغوية محدده من الناحيتين اللسانية والتداولية وان الاساس الحقيقي للحَجاج هو المثلث الذي يتكون من العاطفة والمنطق والمصداقية وبذلك يتضح لنا بان هناك فرق شاسع بين الجدل والحجاج حيث ان الجدل هو الخطاب الذي لا يستند الى حجة مقابل حجة اخرى عكس الحَجاج الذي يرتكز الى الخطاب المرتكز على المثلث المذكور الذي يتسم بالعاطفة والمنطق والمصداقية والذي يجب ان يتصف به كل من يمتلك صفة المحامي الذي يجب ان يتحلى بفن الحَجاج لكي يتمكن من اقناع موكليه اولاً والقاضي ثانياً وبذلك يتضح لك ايها القارئ الكريم سبب اختيارنا لهذا العنوان . على المحامي ان يدعم دفوعه بالحجج والبداهين وكل ما يتمكن من جهد لكي يكتسب هذا الفن ليستطيع عن طريق ذلك الفن ان يصل الى مبتغاه في تطوير ذاته وايصال الحقوق الى موكله بطريق اسهل من غيره وان يجبر الجناح الاخر للعدالة ان يخاطبه بالأسلوب ذاته سواء كان ذلك اثناء المرافعات او عند اصدار القرار . وقد يتوهم القارئ بان فن الحَجاج لا يتصور وجوده الا في المرافعات بل على العكس بل عليه ان يوظف ذلك الفن في صياغة اللوائح سواء كانت جوابيه او ايضاحيه او تمييزيه وهنا يكمن السر الحقيقي بالعلاقة ما بين هذا الفن وهذه المهنة السامية وهذا ما يفتقده مع شديد الاسف البعض من الاخوة الزملاء الذي ادى بصورة مباشرة او غير مباشرة الى عدم تقبل الجناح الاخر من العدالة لما يطرحه بعض الزملاء من طرح لا يستند الى حجج وبراهين والتي يجب ان يكون المحامي مؤمن بما يطرحه ايماناً مطلقا وهو ترجمان لتعريف الايمان بانه ( ما ثبت بالقلب وعملت به الجوارح وانما يخرج من القلب يدخل الى القلب مباشرة ) مستندا الى المكنة الحقيقية في تدبر النصوص القانونية للتمكن من تفسيرها بصورة صحيحة ويمكن لي ان اجزم للمحامي الذي يستطيع ان يتحلى بهذا الفن ان ينجح نجاحاً باهراً باستقطاب زبائنه وكسب اغلب الدعاوى التي يتوكل عنها واتمنى من صميم قلبي ان اكون قد وفقت بهذا الطرح لان يكون نبراسا لجميع المحاميين في شق حياتهم المهنية
ولكم فائق الشكر والتقدير
